أهلا بيكم ويارب تبقوا دايما مبسوطين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أهلا بيكم ويارب تبقوا دايما مبسوطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf الخميس مايو 26, 2011 10:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة
مقومات دولة الإسلام في المدينة

شرع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ دخـوله المدينة يسعى لتثبيت دعائم الدولة الجديدة على قواعد متينة، وأسس راسخة، ويمكن أن نلخص الأركان التي قام عليها بناء الدولة الجديدة فيما يأتي:
أولًا: بناء المسجد.
ثانيًا: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
ثالثًا: إصدار وثيقة المدينة التي ينظم العلاقة بين المسلمين واليهود ومشركي المدينة.
رابعًا: إعداد الجيش لحماية الدولة.
خامسًا: استمرارية البناء التربوي والعلمي.

وإليك تفصيل ذلك:
أولًا: بناء المسجد:
كان أول ما قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة بناء المسجد، وذلك لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين، وتنقي القلب من أدران الأرض وأدناس الحياة الدنيا.
روى البخاري بسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المدينة راكبًا راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدًا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بركت به راحلته: ((هذا إن شاء الله المنـزل))، ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا فقالا: "لا، بل نهبه لك يا رسول الله"، فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما.
بعدها شرع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العمل مع أصحابه، وضرب أول معول في حفر الأساس الذي كان عمقه ثلاثة أذرع، ثم اندفع المسلمون في بناء هذا الأساس بالحجارة، والجدران التي لم تزد عن قامة الرجل إلا قليلًا باللبن الذي يعجن بالتراب ويسوى على شكل أحجار صالحة للبناء، وفي الناحية الشمالية منه أقيمت ظلة من الجريد على قوائم من جذوع النخل، كانت تسمى "الصفة"، أما باقي أجزاء المسجد فقد تركت مكشوفة بلا غطاء، أما أبواب المسجد فكانت ثلاثة: باب في مؤخرته من الجهة الجنوبية، وباب في الجهة الشرقية كان يدخل منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإزاء باب بيت عائشة، وباب من الجهة الغربية يقال له: باب الرحمة أو باب عاتكة.
وبُني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حُجَر حول مسجده الشريف، لتكون مساكن له ولأهله، ولم تكن الحجر كبيوت الملوك والأكاسرة والقياصرة، بل كانت بيوت من ترّفع عن الدنيا وزخارفها، وابتغى الدار الآخرة، فقد كانت كمسجده مبنية من اللبن والطين وبعض الحجارة، وكانت سقوفها من جذوع النخل والجريد، وكانت صغيرة الفناء قصيرة البناء ينالها الغلام الفارع بيده.
وبعد اكتمال بناء المسجد تشاور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه لإيجاد عمل ينبه النائم ويذكر الساهي، ويعلم الناس بدخـول الوقت لأداء الصلاة، فقال بعضهم: ترفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فاعترضوا على هذا الرأي؛ لأنها لا تفيد النائم ولا الغافل، وقال آخرون: نشعل نارًا على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأي أيضًا، وأشار آخرون ببوق، وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم، فكرهه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه يجب مخالفة أهل الكتاب في أعمالهم، وأشار بعض الصحابة باستعمال الناقوس وهو ما يستعمله النصارى، فكرهه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضًا، وأشار فريق بالنداء فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادي بها، فَقُبل هذا الرأي.
وكان أحد المنادين عبد الله بن زيد الأنصاري، فبينما هو بين النائم واليقظان، إذ عرض له شخص، وقال: "ألا أعلمك كلمات تقولها عند النداء بالصلاة؟"، قال: "بلى"، فقال له: "قل: الله أكبر، مرتين، وتشهد مرتين، ثم قل: حي علي الصلاة مرتين، ثم قل: حي على الفلاح مرتين، ثم كبر مرتين: ثم قل: لا إله إلا الله".
فلما استيقظ توجه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخبره خبر رؤياه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنها لرؤيا حق))، ثم قال له: ((لقن بلالًا فإنه أندى صوتًا منك))، وبينما بلال يؤذن للصلاة بهذا الأذان جاء عمر بن الخطاب يجر رداءه فقال: "والله لقد رأيت مثله يا رسول الله".
وكان بلال بن رباح أحد مؤذنيه بالمدينة، والآخر عبد الله بن أم مكتوم، وكان بلال يقول في أذان الصبح بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين، وأقره الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وكان يؤذن في البداية من مكان مرتفع ثم استحدث بعد ذلك المنارة.
المسجد أنشئ ليكون متعبدًا لصلاة المؤمنين وذكرهم وتسبيحهم لله، وتقديسهم إياه بحمده وشكره على نعمه عليهم، يدخله كل مسلم، ويقيم فيه صلاته وعبادته.
أنشئ المسجد ليكون ملتقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه والوافدين عليه، طلبًا للهداية ورغبة في الإيمان بدعوته وتصديق رسالته.
أنشئ المسجد ليكون جامعة للعلوم، وليكون مدرسة يتدارس فيها المؤمنون، ومعهدًا يؤمه طلاب العلم من كل صوب، ليتفقهوا في الدين ويرجعوا إلى قومهم مبشرين ومنذرين، داعين إلى الله هادين، يتوارثونها جيلًا بعد جيل.
أنشئ ليجد الغريب فيه مأوى، وابن السبيل مستقرًا لا تكدره منَّة أحد عليه، فينهل من رفده ويعب من هدايته ما أطاق استعداده النفسي والعقلي، لا يصده أحد عن علم أو معرفة أو لون من ألوان الهداية، فكم من قائد تخرج فيه، وبرزت بطولته بين جدرانه، وكم من عالم استبحر علمه في رحابه، ثم خرج به على الناس يروي ظمأهم للمعرفة، وكم من داعٍ إلى الله تلقى في ساحاته دروس الدعوة إلى الله فكان أسوة الدعاة، وقدوة الهداة، وريحانة جَذَبَ القلوب شذاها فانجفلت تأخذ عنها الهداية لتستضيء بأنوارها، وكم من أعرابي جلف لا يفرق بين الأحمر والأصفر، وفد عليه فدخله ورأى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوله هالة تحف به، يسمعون منه وكأن على رؤوسهم الطير، فسمع معهم وكانت عنده نعمة العقل مخبأة تحت ستار الجهالة، فانكشف له غطاء عقله، فعقل وفقه، واهتدى واستضاء، ثم عاد إلى قومه إمامًا يدعوهم إلى الله، ويربيهم بعلمه الذي علم، وسلوكه الذي سلك فآمنوا بدعوته، واهتدوا بهديه، فكانوا سطرًا منيرًا في كتاب التاريخ الإسلامي. أنشئ المسجد ليكون قلعة لاجتماع المجاهدين إذا استُنفروا، تعقد فيه ألوية الجهاد والدعوة إلى الله، وتخفق فيه فوق رؤوس القادة الرايات للتوجه إلى مواقع الأحداث، وفي ظلها يقف جند الله في نشوة ترقب النصر أو الشهادة.
أنشئ المسجد ليجد فيه المجتمع المسلم الجديد ركنًا في زواياه، ليكون مشفى يستشفى فيه جرحى كتائب الجهاد ليتمكن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- من عيادتهم، والنظر في أحوالهم، والاستطباب لهم، ومداواتهم في غير مشقة ولا نصب تقديرًا لفضلهم.
أنشئ المسجد ليكون مركزًا لبريد الإسلام، منه تصدر الأخبار، ويبرد البريد، وتصدر الرسائل، وفيه تتلقى الأنباء السياسية سلمًا أو حربًا، وفيه تتلقى وتقرأ رسائل البشائر بالنصر، ورسائل طلب المدد، وفيه ينعى المستشهدون في معارك الجهاد ليتأسى بهم المتأسون وليتنافس في الاقتداء بهم المتنافسون.
أنشئ المسجد ليكون مرقبًا للمجتمع المسلم، يتعرف منه على حركات العدو المريبة، ويرقبها ولا سيما الأعداء الذين معه يساكنونه ويخالطونه في بلده من شراذم اليهود وزمر المنافقين ونفايات الوثنية.
المسجد له تاريخه وله دوره في حياة المسلمين، يجهل كثير من المسلمين تاريخ مسجدهم ودور مسجدهم وما يجب عليهم تجاهه.
بنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسجده ليكون روضة من رياض الجنة إمامه محمد -صلى الله عليه وسلم- وتلاميذه: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، ومواده المقررة وحي الله -عز وجل-، وأما مطلبه فهو أن تكون كلمة الله هي العليا.
عمّار المساجد هم أولياء الله -عز وجل- وأحبابه من خلقه: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [(18) سورة التوبة]، لذلك فأعداء هذا الدين بجميع مللهم ونحلهم لا يريدون للمساجد أن تُعمر، ولعلمهم بأن المساجد تهدد بقاءهم وتحول بينهم وبين شهواتهم، وتُنهي تواجدهم في الأرض، فهم لذلك لا يريدون عمارتها، وإنما يسعون جاهدين إلى هدمها وإزالتها من الأرض، ولذلك وصفهم الحق -سبحانه وتعالى- بقوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ} [(114) سورة البقرة].
المساجد بيوت الله -عز وجل- في الأرض، أطهر ساحات الدنيا، وأنقى بقاع الأرض، فيها تتآلف القلوب المؤمنة، وتنـزل رحمات الرب، وتهبط ملائكة الله، وتحل السكينة والخشوع.
حق على هذه الأمة الاعتناء بمساجدها؛ لأنها مظهر للرقي والفلاح، كنا أمة مبعثرة قبل ظهور الإسلام، فلما بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- جمعنا في أعظم جامعة، آخت بين قلوبنا، وجمعت كلمتنا، ووحدت شملنا، ولمت شعثنا، ألا وهي المسجد، فكان حقًا علينا جميعًا أن نُظهر هذه المساجد بأجمل مظهر يعرفه الناس، فنعتني بها أكثر من بيوتنا ومنازلنا، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".
المسجد هيئة لتأديب القلوب وتهذيب الأرواح، فالقلوب لا تتأدب إلا بالتربية المتأنية والكلمة اللينة والقدوة الحسنة، وهذه كلها وجدت في مسجده -عليه الصلاة والسلام-، ولذا فمن أراد أن يربي نفسه فليلزم المسجد، ومن أراد أن يربي ولده فليُلزمه المسجد، وننصح من يقومون على تربية الناشئة أن يعودوهم على لزوم المساجد فإنها خير معين على ذلك.
قد يستغرب البعض إذا قيل أنه من المسجد تصرف الأدوية الربانية، وفي المسجد يعالج المرضى.
لم تعرف صيدليات العالم ولا عيادات التاريخ الإنساني أعظم من صيدلية محمد -صلى الله عليه وسلم- وعيادته المباركة التي كتب عليها: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [(80) سورة الشعراء]؛ وما ذلك إلا لأن دواءها وعلاجها يصل مباشرة إلى القلوب فيشفيها بإذن الله، وكثيرًا ما كان المرضى يأتون إلى مسجده -صلى الله عليه وسلم- الذي كان مكانًا لعلاج المرضى وبخاصة في أيام الحروب والمعارك، فعن عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- قالت: "أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق في الأكحل - وهو عرق في وسط الذراع - فضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- له خيمة في المسجد ليعوده من قريب" [متفق عليه]، وهذا يعني أن الجريح أو المريض له أن يُعالج في المسجد ليكون قريبًا للإمام وأعيان الناس فيتمكنون من عيادته إذا اقتضى الحال ذلك، ثم لأن المسجد مكان عبادة وبقعة طاهرة تحف بها الملائكة وتغشاها السكينة فيكون المريض بذلك قريبًا من دعوات إخوانه المؤمنين فيكون سببًا في شفائه وبرئه وسرعة استعادته لعافيته، وهذا سبب خفي قلَّ من يتنبه له أو يتذكره، ومن هنا نرى أن المسجد مكان طبيعي لعلاج مرض القلوب إضافة إلى أنه من أحسن البقاع وأفضلها في علاج الأبدان بإذن الله سبحانه.
المسجد أعظم مصنع لصناعة رجال الأمة في كافة الميادين، فالمفسر للقرآن يتخرج من المسجد، والمحدث يتخرج من المسجد، والفقيه يتخرج من المسجد، والخطيب يخطب في المسجد، والمفتي يفتي في المسجد، والمجاهد ينطلق من المسجد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والحاكم بشرع الله والمنفذ لأوامر الله والداعي إلى سنة رسول الله وغيرهم كثير كلهم تخرجوا من المسجد، ولذلك فإن المساجد في عصور السلف الصالح خرّج قادة الدنيا وأصحاب التأثير في تاريخ الإنسانية. فالخلفاء الراشدون من أين تخرجوا؟ وأين تعلموا؟ العبادلة الأربعة والقادة الفاتحون والشهداء في سبيل الله جميعهم كانوا من المهاجرين والأنصار وغيرهم من الثلة الخيرة والنخبة المصطفاة الذين كانوا عبادًا للحجر فأصبحوا قادة وزعماء للبشر، وكانوا رعاة للغنم فأصبحوا سادة للأمم، جميعهم تخرجوا من مسجد المدينة، مسجد محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان مبنيًا من الطين ومسقوفًا بجريد النخل. فماذا فعلت مساجدنا التي بنيت بأرقى الخامات، وصممت على أحدث التصميمات؟ هل أثرت في مسيرة هذه الأمة؟ هل أخرجت لنا وللأمة المسلمة علمًا نافعًا وعملًا صالحًا؟ هل وقفت مساجدنا سدًا منيعًا أمام حملات الغزو الفكري والعسكري والتيارات الهدامة من العولمة والحداثة والعلمانية وغيرها؟ هل بعثت الفكر من مرقده وأيقظته من سباته؟ هل شحذت الهمم وحركت المشاعر في النفوس؟ هل بثت النور في قارات الأرض؟ وهل عبرت منها الكلمات الصادقة عبر المحيطات؟.
الجواب معروف: لا وألف لا، وذلك أمر يؤسف له، أما لماذا؟ فلأننا عمرنا مساجدنا بالبناء ولم نعمرها بالذكر والدعاء، ولأننا عمرناها بالزخارف والألوان ولم نعمرها بتلاوة القرآن، ولأننا لم نتعامل مع المسجد كما تعامل معه أولئك الكرام.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد))، هذا هو الواقع الحالي في تعاملنا اليوم مع المساجد التي أصبحت مظاهر وأصبحت آيات في حسن البناء وروعة الهندسة تعجب الناظرين وتسرهم في مظهرها إلا أنها في مخبرها وجوهرها لم تؤد رسالة ولم تحقق هدفًا، فعقم جيلها، وسكتت ألسنتها، واختفت حلقاتها، وانطفأ نورها، وانعدم دورها.


عدل سابقا من قبل yu_suf في الجمعة مايو 27, 2011 7:22 am عدل 2 مرات
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty رد: "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf الجمعة مايو 27, 2011 3:13 am

المقوم الثاني من مقومات دولة الإسلام في المدينة: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

كان مبدأ التآخي العام بين المسلمين قائمًا منذ بداية الدعوة في عهدها المكي، وقد أكد القرآن الكريم الأخوة العامة بين أبناء الأمة في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [(103) سورة آل عمران]، أما هنا فهو المؤاخاة الخاصة التي شرعت وترتبت عليها حقوق وواجبات أخص من الحقوق والواجبات العامة بين المؤمنين كافة.
لقد ساهم نظام المؤاخاة في ربط الأمة بعضها ببعض، فقد أقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه الصلة على أساس الإخاء الكامل بينهم، هذا الإخاء الذي تذوب فيه عصبيات الجاهلية فلا حمية إلا للإسلام، وتسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه.
وقد جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه الأخوة عقدًا نافذًا لا لفظًا فارغًا، وعملًا يرتبط بالدماء والأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر، وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(9) سورة الحشر].
إن التآخي الذي تم بين المهاجرين والأنصار، كان مسبوقًا بعقيدة تم اللقاء عليها والإيمان بها، فالتآخي بين شخصين يؤمن كل منهما بفكرة أو عقيدة مخالفة للأخرى خرافة ووهم، خصوصًا إذا كانت تلك الفكرة أو العقيدة مما يحمل صاحبها على سلوك معين في الحياة العملية، ولذلك كانت العقيدة الإسلامية التي جاء بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عند الله تعالى هي العمود الفقري للمؤاخاة التي حدثت؛ لأن تلك العقيدة تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى والعمل الصالح، إذ ليس من المتوقع أن يسود الإخاء، والتعاون والإيثار بين أناس فرقتهم العقائد والأفكار المختلفة، فأصبح كل منهم ملكًا لأنانيته وأثرته وأهوائه.
وعبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- يحدثنا عن هذه المعاني الرفيعة حيث قال: "لما قدمنا المدينة آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: "إني أكثر الأنصار مالًا فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها، فإذا حلت تزوجتها".
لم يعرف تاريخ البشر كله حادثًا جماعيًا كحادث استقبال الأنصار للمهاجرين بهذا الحب الكريم، وبهذا البذل السخي، وبهذه المشاركة الفعالة، وبهذا التسابق إلى الإيواء واحتمال الأعباء.
فهذه المقاسمة وهذا التكافل الاجتماعي، كان من أهم العناصر التي مهدت لإقامة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته المهاجرين معه وبعده إقامة طيبة تنبض بالإيثار على النفس وبود الأخوة الصادقة المؤمنة.
بهذه الروح العالية والإيمان الوثيق والصدق في المعاملة تمت المؤاخاة وتم الوفاق بين المهاجرين والأنصار.
وقد يحدث تساؤل فيقال: لماذا لم نسمع ولم تسجل المصادر ولم تكتب المراجع أن خلافات وقعت في هذه البيوت؟ وأين النساء وما اشتهرن به من مشاكسات؟
إنه الدين الحق الذي جعل تقوى الله أساسًا لتصرف كل نفس، والأخلاق السامية التي فرضت الأخوة بين المسلمين ونصرة الدعوة، وإنها المبايعة وأثرها في النفوس، إنه الصدق والعمل من أجل المجموعة خوفًا من العقاب ورهبة من اليوم الآخر، ورغبة في الثواب وطمعًا في الجنة، إنه دفء حضانة الإيمان، واستقامة النفس والسلوك وصدق الطوية، فكل من أسلم وكل من بايع وكل من أسلمت وبايعت يعملون جميعهم بما يُؤمرون به ويُخلصون فيما يقولون، يخافون الله في السر والعلن آمنت نفوسهم فاحتضنت الأنصارية المهاجرة فالكل يعمل من أجل مصلحة الكل، فهذا هو التكافل الاجتماعي في أجلى صورة وأقدس واقعة، رغب الكل في الثواب حتى أن الواحد منهم يخاف ذهاب الأنصاري بالأجر كله.
إن جانب البذل والعطاء ظاهرة نحن بحاجة إلى الإشارة إليها في كل وقت، إننا في عالمنا المعاصر، وفي الصف الإسلامي، وفي رحلة لبضعة أيام تتكشف النفوس والعيوب والحزازات والظنون، وهذا مجتمع يبني ولما يصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد، ومع ذلك تُفتح البيوت للوافدين الجدد ليس على مستوى فرد فقط، بل على مستوى جماعي كذلك، ويقيم المهاجرون في بيوت الأنصار أشهرًا عدة، والمعايشة اليومية مستمرة، والأنصار يبذلون المال والحب والخدمات لإخوانهم القادمين إليهم.
نحن أمام مجتمع إسلامي بلغ الذروة في لحمته وانصهاره، ولم يكن المهاجرون إلا القدوة للأنصار بالبذل والعطاء، فلم يكونوا أصلًا فقراء، بل كانوا يملكون المال ويملكون الدار، وتركوا ذلك كله ابتغاء مرضاة الله، وبذلوه كله لطاعته -جل وعلا-، فكانوا كما وصفهم القرآن الكريم: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [سورة الحشر].
إن المسلمين اليوم بأشد الحاجة إلى مثل هذه المؤاخاة التي حدثت بين المهاجرين والأنصار؛ لأنه يستحيل أن تستأنف حياة إسلامية عزيزة قوية إذا لم تتخلق المجتمعات الإسلامية بهذه الأخلاق الكريمة، وترتقي إلى هذا المستوى الإيماني الرفيع وإلى هذه التضحيات الكبيرة.
وقد حققت المؤاخاة أهدافها في ذلك المجتمع الرباني، فمنها: إذهاب وحشة الغربة للمهاجرين ومؤانستهم عن مفارقة الأهل والعشيرة، وشد أزر بعضهم بعضًا، ومنها: نهوض الدولة الجديدة؛ لأن أي دولة لا يمكن أن تنهض وتقوم إلا على أساس من وحدة الأمة وتساندها، ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير عامل التآخي والمحبة المتبادلة، فكل جماعة لا تؤلف بينها آصرة المودة والتآخي الحقيقية، لا يمكن أن تتحد حول مبدأ ما، وما لم يكن الاتحاد حقيقة قائمة في الأمة أو الجماعة فلا يمكن أن تتألف منها دولة.
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty رد: "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf السبت مايو 28, 2011 5:31 am

المقوم الثالث من مقومات الدولة الجديدة: الوثيقة أو الصحيفة:

نظم النبي -صلى الله عليه وسلم- العلاقات بين سكان المدينة وكتب في ذلك كتابًا أوردته المصادر التاريخية واستهدف هذا الكتاب أو الصحيفة توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة وتحديد الحقوق والواجبات، وقد سميت في المصادر القديمة بالكتاب أو الصحيفة، ومما جاء فيها:
- هذا كتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فَلَحق بهم وجاهد معهم.
- إنهم أمة واحدة من دون الناس.
- المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدُون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو عوف على ربعتهم.
- وبنو ساعدة على ربعتهم. ثم عدّد عددًا من القبائل.
- وإن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم.
- ولا يقتل مؤمن مؤمنًا في كافر، ولا ينصر كافرًا على مؤمن.
- وإن ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
- وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
- وإن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
- وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثًا أو يُؤويه، وإن من نصره أو آواه، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
- وإنه مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- وإن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه وأثم فإنه لا يُهلك إلا نفسه وأهل بيته.
- وإن بطانة يهود كأنفسهم.
- وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
هذه بعض المواد التي جاءت في تلكم الصحيفة أو الوثيقة، ولنا مع هذه الوثيقة بعض التأملات:
أولًا: تضمنت الصحيفة مبادئ عامة، درجت دساتير الدول الحديثة على وضعها فيها، وفي طليعة هذه المبادئ تحديد مفهوم الأمة، فالأمة في الصحيفة تضم المسلمين جميعًا مهاجريهم وأنصارهم ومن تبعهم، ممن لحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس، وهذا شيء جديد كل الجدّه في تاريخ الحياة السياسية في جزيرة العرب، إذ نَقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- قومه من شعار القبلية والتبعية لها، إلى شعار الأمة التي تضم كل من اعتنق الدين الجديد، وقد جاء به القرآن الكريم في قول الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [(92) سورة الأنبياء]، وأصبحوا أمة واحدة تربط أفرادها رابطة العقيدة وليس الدم، فيتحد شعورهم وتتحد أفكارهم وتتحد قبلتهم ووجهتهم وولاؤهم لله وليس للقبيلة، واحتكامهم للشرع وليس للعرف.
ثانيًا: جعلت الصحيفة الفصل في كل الأمور بالمدينة يعود إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقد نصت على مرجع فض الخلاف وقد جاء فيها: "وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مرده إلى الله وإلى محمد -صلى الله عليه وسلم-": والمغزى من ذلك واضح وهو تأكيد سلطة عليا دينية تهيمن على المدينة وتفصل في الخلافات منعًا لقيام اضطرابات في الداخل من جرّاء تعدد السلطات، وفي نفس الوقت تأكيد ضمني برئاسة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الدولة.
ثالثًا: تحديد إقليم الدولة: جاء في الصحيفة: "وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة": إن المدينة كانت بداية إقليم الدولة الإسلامية ونقطة الانطلاق ومركز الدائرة، وقد أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليثبتوا أعلامًا على حدود حرم المدينة من جميع الجهات، وحدود المدينة بين لابتيها شرقًا وغربًا، وبين جبل ثور في الشمال وجبل عَيْر في الجنوب.
ثم اتسع الإقليم باتساع الفتح، ودخـول شعوب البلاد المفتوحة في الإسلام حتى عم مساحة واسعة في الأرض والبحر وما يعلوها من فضاء، حتى وصل حدود الدولة الإسلامية المحيط الأطلسي غربًا ومناطق واسعة من غرب أوربا وجنوبها ومناطق فسيحة من غرب آسيا وجنوبها، إلى أكثر أهل الصين وروسيا شرقًا وكل شمال إفريقيا وأواسطها.
إن إقليم الدولة مفتوح وغير محدود بحدود جغرافية أو سياسية، فهو يبدأ من عاصمة الدولة المدينة، ويتسع حتى يشمل الكرة الأرضية بأسرها قال الله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [(128) سورة الأعراف]، كما أن مفهوم الأمة مفتوح وغير منغلق على فئة دون فئة، بل هي ممتدة لتشمل الإنسانية كلها، إذا ما استجابت لدين الله تعالى الذي ارتضاه لخلقه ولبني آدم أينما كانوا، فالدولة الإسلامية دولة الرسالة العالمية، لكل فرد من أبناء المعمورة نصيب فيها، وهي تتوسع بوسيلة الجهاد في سبيل الله تعالى.
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty رد: "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf الأحد مايو 29, 2011 5:16 am

المقوم الرابع: إعداد الجيش لحماية الدولة:

إن من السنن التي تعامل معها النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة التدافع، وتظهر جليًا في الفترة المدنية مع حركة السرايا والبعوث والغزوات التي خاضها النبي -صلى الله عليه وسلم- ضد المشركين، وهذه السُنة متعلقة تعلقًا وطيدًا بالتمكين لهذا الدين، وقد أشار الله تعالى إليها في كتابه العزيز وجاء التنصيص عليها في قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [(251) سورة البقرة]، فقد شرع الله -عز وجل- الجهاد لهذه الأمة وجعله فريضة ماضية إلى يوم القيامة لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، وما تركه قوم إلا أذلهم الله وسلط عليهم عدوهم.
ومع نزول الإذن بالقتال شرع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تدريب أصحابه على فنون القتال والحروب، واشترك معهم في التمارين والمناورات والمعارك، وعدّ السعي في هذه الميادين من أجلِّ القربات وأقدس العبادات التي يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى-، وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتطبيق قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [(60) سورة الأنفال].
وقد سعى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اعتماد كل طاقات الأمة القادرة على البذل والعطاء، رجالًا ونساءً وصبيانًا وشبابًا وشيوخًا، وإلى التمرس على كل مهارة في القتال طعنًا بالرمح وضربًا بالسيف ورميًا بالنبل ومناورة على ظهور الخيل، وكان -صلى الله عليه وسلم- يمزج خَطَّي التربية العسكرية المتوازنين: التوجيه والتدريب والأمل بالنصر أو الجنة وتقديم الجهد في ساحات القتال، ويحض المسلمين على إتقان ما تعلموا من فنون الرماية، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أوقد عصى))، فهي دعوة إلى عموم الأمة وحتى من دخلوا في سن الشيخوخة للتدريب على إصابة الهدف ومهارة اليد ونشاط الحركة.
إن الإسلام يهتم بطاقات الأمة جميعها ويوجهها نحو المعالي وعلو الهمة.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يهتم بالإعداد على حسب كل ظرف وحال، ويحث على كل وسيلة يستطيعها المسلمون، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)).
إن موقف قريش في مكة من أولى الأمور التي يجب أن تعالجها قيادة المدينة، وأول خطوة في المعالجة إعداد الجيش؛ لأن أهل مكة لن يرضوا بأن يقوم للإسلام كيان ولو كان في المدينة؛ لأن ذلك يهدد كيانهم ويقوض بنيانهم، فهم يعلمون أن قيام الإسلام معناه انتهاء الجاهلية.
وبعد أن بدأت قريش بإعلان حالة الحرب بينها وبين دولة الإسلام بالمدينة، ونزل الإذن من الله تعالى بالقتال، صار من الطبيعي أن تتعامل دولة المدينة مع قريش حسب ما تقتضيه حالة الحرب هذه، فقد اتجه نشاط الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أجل توطيد مكانة هذه الدولة، والرد على قريش في إعلانها الحرب على المدينة، فاتجه نشاطه نحو إرسال السرايا، والخروج في الغزوات فكانت تلك السرايا والغزوات التي سبقت غزوة بدر الكبرى.
وأولى الغزوات التي غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوة الأبواء، ولم يقع قتال في هذه الغزوة بل تمت موادعة بني ضمرة من كنانة، وكانت هذه الغزوة في صفر سنة اثنتين من الهجرة، وكان عدد المسلمين مائتين بين راكب وراجل.
وبعدها سرية عبيدة بن الحارث، وهي أول راية عقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان عدد السرية ستين من المهاجرين، وكانت قوة الأعداء من قريش أكثر من مائتي راكب وراجل، وكان قائد المشركين أبو سفيان بن حرب، وحصلت مناوشات بين الطرفين على ماء بوادي رابغ، رمى فيها سعد بن أبي وقاص أول سهم رمي في الإسلام، وكانت بعد رجوعه من الأبواء.
وبعدها سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سِيف البحر في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة، فحجز بين الفريقين مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعًا للفريقين جميعًا، فانصرف القوم عن بعض ولم يكن بينهم قتال.
حصل بعدها أن بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عددًا من السرايا وحصل أيضًا بعض الغزوات الصغيرة والتي لم يحصل فيها قتال إلا ما كان من سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة حيث أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن جحش في ثمانية رَهْط من المهاجرين إلى نخلة جنوب مكة في آخر يوم من رجب للاستطلاع والتعرف على أخبار قريش، لكنهم تعرضوا لقافلة تجارية لقريش فظفروا بها، وقتلوا قائدها عمرو بن الحضرمي، وأسروا اثنين من رجالها وهم: عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان، وعادوا بهم إلى المدينة، وقد توقف النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الغنائم حتى نزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [(217) سورة البقرة]، فلما نزل القرآن الكريم قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العير والأسيرين.
وفي سرية عبد الله هذه غنم المسلمون أول غنيمة، وعمرو بن الحضرمي أول قتيل قتله المسلمون، وعثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون.
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty رد: "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf الأحد مايو 29, 2011 5:18 am

المقوم الخامس من مقومات دولة الإسلام في المدينة: استمرارية البناء التربوي والعلمي:

استمر القرآن المدني يتحدث عن عظمة الله وحقيقة الكون، والترغيب بالجنة والترهيب من النار، ويُشرّع الأحكام لتربية الأمة ودعم مقومات الدولة التي ستحمل نشر دعوة الله بين الناس قاطبة وتجاهد في سبيل الله.
وكانت مسيرة الأمة العلمية تتطور مع تطور مراحل الدعوة وبناء المجتمع وتأسيس الدولة.
لقد أيقنت الأمة أن العلم من أهم مقومات التمكين؛ لأن من المستحيل أن يمكّن الله تعالى لأمة جاهلة متخلفة عن ركاب العلم.
واستمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في منهجه التربوي، يعلم أصحابه ويذكرهم بالله -عز وجل-، ويحثهم على مكارم الأخلاق، ويوضح لهم دقائق الشريعة وأحكامها، وكان توجيهه -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه أحيانًا فرديًا، ومرة جماعيًا، وترك لنا الحبيب المصطفى ثروة هائلة في وسائله التربوية في التعليم وإلقاء الدروس.
هذه باختصار شديد أهم الأركان الأساسية التي قامت عليها الدولة الجديدة، دولة الإسلام في المدينة مرة أخرى:
- بناء المسجد.
- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
- إصدار وثيقة المدينة.
- إعداد الجيش لحماية الدولة.
- استمرارية البناء التربوي والعلمي.

والحمد لله أولًا وآخرًا...
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty رد: "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة

مُساهمة من طرف yu_suf الأربعاء مايو 23, 2012 5:14 am

اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد
yu_suf
yu_suf

ذكر
عدد الرسائل : 600
العمر : 38
مزاجك ايه : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 3ady10
أول حرف من اسم حبيبك : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة 010
مدى الالتزام بقوانين المنتدى :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الطاقه :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

مدى التفاعل :
"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100"السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Right_bar_bleue

الوصف : "السيرة" مقومات دولة الإسلام في المدينة Empty
الطاقه : 1128
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/11/2010

https://3olombanha.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى